أبو رواف
04/06/2007, 02:12 PM
سبحان ربنا العظيم القوي المتين مدبر شؤون العالمين الذي جعل لهذا الكون أحوالاً تتعاقب عليه على مر السنين، منها ما هو رحمة للبشر ومنها ما هو غضب من الله وعقوبة منه لأعدائه أعداء الدين.
ومن هذه الأحوال الواقعة في هذا الكون (هبوب الرياح)، وهذه الريح جعلها الله بقدرته سبباً للنعمة وقد تكون سبباً للنقمة، عن عائشةـ رضي الله عنهاـ قالت: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سُرَّ به وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته فقال: إني خشيت أن يكون عذاباً سلط على أمتي« [رواه مسلم].
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند هبوب الرياح
من السنة عند هبوب الريح أن ندعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يمنحنا الله خير ما في هذه الريح ويدفع عنا شرها، عن عائشةـ رضي الله عنهاـ قالت: »كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به« [رواه مسلم].
عذب قوم عاد بالريح
إذا كذب قوم دعوة الرسل وامتنعوا عن الاستجابة لأمر الله وعصوا ربهم قد يؤجل الله لهم العقوبة كاملة إلى يوم القيامة وقد يعاجلهم بالعقوبة في الدنيا فيرسل عليهم جندا من جنده فيهلكهم بعد أن أمهلهم وأقام عليهم الحجة، قال تعالى (وَلًلَّهً جُنُودُ السَّمَاوَاتً وَالْأَرْضً وَكَانَ اللَّهُ عزيزا حَكًيماً ) [الفتحـ 7]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف من العقوبة بالريح، قال صلى الله عليه وسلم »وما يؤمنني أن يكون فيها عذاب قد عذب قوم بالريح« [رواه مسلم]، وقد عذب الله قوم عاد بالريح، قال تعالى (وَأَمَّا عَادي فَأُهْلًكُوا بًرًيحي صَرْصَري عَاتًيَةي سَخَّرَهَا عَلَيْهًمْ سَبْعَ لَيَالي وَثَمَانًيَةَ أَيَّامي حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فًيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلي خَاوًيَةي) [الحاقة: 5ـ7]، فأرسل الله عليهم الريح الصرصر وهي الباردة القوية فاستمرت ثمانية أيام »حسوما« أي متتابعة فأهلكتهم.
يمكن أن تكون الريح خيراً
سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه إن كان فيها خير أن يعطيه خيرها »اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها«، ومن خيرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم نصر بها يوم الأحزاب، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نًعْمَةَ اللَّهً عَلَيْكُمْ إًذْ جَاءتْكُمْ جُنُودي فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهًمْ رًيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بًمَا تَعْمَلُونَ بَصًيراً) [الأحزابـ 9]، وغزوة الأحزاب هي غزوة الخندق التي اجتمعت فيها الأحزاب لمحاربة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة وضيق الكفار الخناق على المدينة حتى حفر الخندقَ النبيُ هو وأصحابه وكان يرتجز:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
وكان أصحابه يرتجزون:
نحن الذين بايعوا محمداً على الإسلام ما بقينا أبداً
فنصر الله نبيه بإرسال الريح التي أزعجت الأحزاب وضيقت عليهم بما جعلهم لا يستمرون في حصارهم للمدينة وينهزمون راجعين إلى بلدانهم وقد تفرق جمعهم ولم ينالوا من جراء عدوانهم إلا الخيبة والخسران.
لا يجوز سب الريح
ما يحدث في الكون فهو وفق تقدير الله العزيز الحكيم، ولا يجوز لعن هذه الأحداث الكونية إلا ما ورد دليل شرعي على جواز لعنه، فهناك من يلعن الريح أو الزمن وقد دلَّ الحديث على النهي عن ذلك، عن أبي الدرداءـ رضي الله عنهـ قال: سمعت رسول الله صلى الله يقول: »إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة« [رواه مسلم].
وهذا السب للأحوال الكونية لا يرضي الله ففي الحديث القدسي عن أبي هريرةـ رضي الله عنهـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »يقول الله تعالى يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار« [رواه البخاري ومسلم]، ولا يجوز سب الريح فالريح مدبرة بتدبير الله وقد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر، عن أبيّ بن كعبـ رضي الله عنهـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذا الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به« [رواه الترمذي] وقال حديث حسن صحيح.
فالواجب هو اللجوء إلى الله والاستعاذة من الشرور وبالصبر على أقدار الله وتجنب ما يسخط الله.
أسماء الرياح عند العرب
النسيم: وهي الرياح الهادئة اللطيفة الخفيفة.
العاصف: إذا جاءت الرياح شديدة سميت بالعاصفة.
الإعصار: إذا هبت من الأرض كالعمود نحو السماء.
الصرصر: القوية الباردة، قال تعالى (ريحا صرصرا).
الريح العقيم: إذا لم تلقح شجرا ولم تحمل مطرا، قال تعالى (وَفًي عَادي إًذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهًمُ الرًّيحَ الْعَقًيمَ) [الذارياتـ 41].
الصبا: ريح تهب من جهة الشرق نصر بها النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور«.
الدبور: ريح تهب من جهة الغرب أهلك الله بها قوم عاد.
السموم: إذا كانت الريح حارة.
اللواقح: التي تلقح الأشجار، قال تعالى (وَأَرْسَلْنَا الرًّيَاحَ لَوَاقًحَ) [الحجرـ 22].
المبشرات: التي تأتي بالسحاب والمطر، قال تعالى (وَمًنْ آيَاتًهً أَن يُرْسًلَ الرًّيَاحَ مُبَشًّرَاتي) [الرومـ 46].
الحذر من سخط الله
من أهلكهم الله بالريح سبب إهلاكهم هو عدم طاعتهم لربهم ومعصيتهم له حتى نزلت بهم عقوبته جل وعلا، وهذه العقوبة ليست ببعيدة عن أي أمة أو أي فرد لا يقوم بما أوجبه الله عليه، أو يعمل ما يسخط ربه، فهذه العقوبة قريبة من كل عاصي، قال تعالى (وَمَا هًيَ مًنَ الظَّالًمًينَ بًبَعًيدي)[هودـ 83]، والله ليس بينه وبين خلقه إلا التقوى، قال تعالى (إًنَّ أَكْرَمَكُمْ عًندَ اللَّهً أَتْقَاكُمْ) [الحجراتـ 13]، فمن التزم طاعة ربه فهو المقرب من ربه، وهذا الذي يحبه الله، ومن ابتعد عن ربه وأسخطه، فليحذر العقوبة من الله.
التفاعل مع الأحوال الكونية
المسلم يتفاعل مع ما حوله، فإذا تأخر المطر طلب السقيا ولجأ إلى ربه، وإذا حصل الكسوف لجأ إلى ربه بالصلاة والدعاء، وإذا هبت الريح لجأ إلى ربه، فسأله خيرها واستعاذ بربه من شرها، وهكذا يكون في اتصال مستمر مع ربه وخالقه حتى يرضى عنه ويحفظه من كل شر، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
((منقول من جريدة الوطن))
ومن هذه الأحوال الواقعة في هذا الكون (هبوب الرياح)، وهذه الريح جعلها الله بقدرته سبباً للنعمة وقد تكون سبباً للنقمة، عن عائشةـ رضي الله عنهاـ قالت: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سُرَّ به وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته فقال: إني خشيت أن يكون عذاباً سلط على أمتي« [رواه مسلم].
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند هبوب الرياح
من السنة عند هبوب الريح أن ندعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يمنحنا الله خير ما في هذه الريح ويدفع عنا شرها، عن عائشةـ رضي الله عنهاـ قالت: »كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به« [رواه مسلم].
عذب قوم عاد بالريح
إذا كذب قوم دعوة الرسل وامتنعوا عن الاستجابة لأمر الله وعصوا ربهم قد يؤجل الله لهم العقوبة كاملة إلى يوم القيامة وقد يعاجلهم بالعقوبة في الدنيا فيرسل عليهم جندا من جنده فيهلكهم بعد أن أمهلهم وأقام عليهم الحجة، قال تعالى (وَلًلَّهً جُنُودُ السَّمَاوَاتً وَالْأَرْضً وَكَانَ اللَّهُ عزيزا حَكًيماً ) [الفتحـ 7]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف من العقوبة بالريح، قال صلى الله عليه وسلم »وما يؤمنني أن يكون فيها عذاب قد عذب قوم بالريح« [رواه مسلم]، وقد عذب الله قوم عاد بالريح، قال تعالى (وَأَمَّا عَادي فَأُهْلًكُوا بًرًيحي صَرْصَري عَاتًيَةي سَخَّرَهَا عَلَيْهًمْ سَبْعَ لَيَالي وَثَمَانًيَةَ أَيَّامي حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فًيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلي خَاوًيَةي) [الحاقة: 5ـ7]، فأرسل الله عليهم الريح الصرصر وهي الباردة القوية فاستمرت ثمانية أيام »حسوما« أي متتابعة فأهلكتهم.
يمكن أن تكون الريح خيراً
سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه إن كان فيها خير أن يعطيه خيرها »اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها«، ومن خيرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم نصر بها يوم الأحزاب، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نًعْمَةَ اللَّهً عَلَيْكُمْ إًذْ جَاءتْكُمْ جُنُودي فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهًمْ رًيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بًمَا تَعْمَلُونَ بَصًيراً) [الأحزابـ 9]، وغزوة الأحزاب هي غزوة الخندق التي اجتمعت فيها الأحزاب لمحاربة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة وضيق الكفار الخناق على المدينة حتى حفر الخندقَ النبيُ هو وأصحابه وكان يرتجز:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
وكان أصحابه يرتجزون:
نحن الذين بايعوا محمداً على الإسلام ما بقينا أبداً
فنصر الله نبيه بإرسال الريح التي أزعجت الأحزاب وضيقت عليهم بما جعلهم لا يستمرون في حصارهم للمدينة وينهزمون راجعين إلى بلدانهم وقد تفرق جمعهم ولم ينالوا من جراء عدوانهم إلا الخيبة والخسران.
لا يجوز سب الريح
ما يحدث في الكون فهو وفق تقدير الله العزيز الحكيم، ولا يجوز لعن هذه الأحداث الكونية إلا ما ورد دليل شرعي على جواز لعنه، فهناك من يلعن الريح أو الزمن وقد دلَّ الحديث على النهي عن ذلك، عن أبي الدرداءـ رضي الله عنهـ قال: سمعت رسول الله صلى الله يقول: »إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة« [رواه مسلم].
وهذا السب للأحوال الكونية لا يرضي الله ففي الحديث القدسي عن أبي هريرةـ رضي الله عنهـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »يقول الله تعالى يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار« [رواه البخاري ومسلم]، ولا يجوز سب الريح فالريح مدبرة بتدبير الله وقد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر، عن أبيّ بن كعبـ رضي الله عنهـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذا الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به« [رواه الترمذي] وقال حديث حسن صحيح.
فالواجب هو اللجوء إلى الله والاستعاذة من الشرور وبالصبر على أقدار الله وتجنب ما يسخط الله.
أسماء الرياح عند العرب
النسيم: وهي الرياح الهادئة اللطيفة الخفيفة.
العاصف: إذا جاءت الرياح شديدة سميت بالعاصفة.
الإعصار: إذا هبت من الأرض كالعمود نحو السماء.
الصرصر: القوية الباردة، قال تعالى (ريحا صرصرا).
الريح العقيم: إذا لم تلقح شجرا ولم تحمل مطرا، قال تعالى (وَفًي عَادي إًذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهًمُ الرًّيحَ الْعَقًيمَ) [الذارياتـ 41].
الصبا: ريح تهب من جهة الشرق نصر بها النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور«.
الدبور: ريح تهب من جهة الغرب أهلك الله بها قوم عاد.
السموم: إذا كانت الريح حارة.
اللواقح: التي تلقح الأشجار، قال تعالى (وَأَرْسَلْنَا الرًّيَاحَ لَوَاقًحَ) [الحجرـ 22].
المبشرات: التي تأتي بالسحاب والمطر، قال تعالى (وَمًنْ آيَاتًهً أَن يُرْسًلَ الرًّيَاحَ مُبَشًّرَاتي) [الرومـ 46].
الحذر من سخط الله
من أهلكهم الله بالريح سبب إهلاكهم هو عدم طاعتهم لربهم ومعصيتهم له حتى نزلت بهم عقوبته جل وعلا، وهذه العقوبة ليست ببعيدة عن أي أمة أو أي فرد لا يقوم بما أوجبه الله عليه، أو يعمل ما يسخط ربه، فهذه العقوبة قريبة من كل عاصي، قال تعالى (وَمَا هًيَ مًنَ الظَّالًمًينَ بًبَعًيدي)[هودـ 83]، والله ليس بينه وبين خلقه إلا التقوى، قال تعالى (إًنَّ أَكْرَمَكُمْ عًندَ اللَّهً أَتْقَاكُمْ) [الحجراتـ 13]، فمن التزم طاعة ربه فهو المقرب من ربه، وهذا الذي يحبه الله، ومن ابتعد عن ربه وأسخطه، فليحذر العقوبة من الله.
التفاعل مع الأحوال الكونية
المسلم يتفاعل مع ما حوله، فإذا تأخر المطر طلب السقيا ولجأ إلى ربه، وإذا حصل الكسوف لجأ إلى ربه بالصلاة والدعاء، وإذا هبت الريح لجأ إلى ربه، فسأله خيرها واستعاذ بربه من شرها، وهكذا يكون في اتصال مستمر مع ربه وخالقه حتى يرضى عنه ويحفظه من كل شر، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
((منقول من جريدة الوطن))