المسفهل
23/04/2004, 02:09 PM
الأَ نْـعَــمان
جبلان صغيران أحمرا اللون مع ميل إلى البياض يقعان إلى الجنوب من مدينة
الرس على بعد حوالي 8 كيلات منها وإلى الشمال من وادي العاقلي (عاقل قديماً ) .
إحداثية الشرقي منهما :
N 25 45 572
E 043 31 503
وقد رحلت إليهما مرتين الأولى كانت يوم الخميس 20 - 1 - 1425 هـ
والثانية يوم الخميس 25 - 2 - 1425 هـ
وفي الوقت الحاضر يسميان بالقشيعين بإسكان القاف بعد"أل" فشين مفتوحة فياء
ساكنة ثم عين مفتوحة فياء ساكنة ، فنون أخيرة :بصيغة تثنية القشيع مصغرا .
قال سرور بن عودة الأطرش من شعراء الرس(1):
يا صاحبي عنه (الاقشيعين) من غاد=في مـاقعٍ ماهو بهمج شرابـــه(2)
بايمن حزوم الرس في مقلط الــــــواد=سقـاه من نـو الثـريـا سحـابه(3)
وقال الشاعر صالح العبدالله العطني وأتى بهما على صيغة الجمع(4):
يا الله من مزن نخيله تبنـــى=وبله على عالي (القشيعات) غطاه(5)
وإلى أنحدر جعله يسيل وطنا=عســاه يـزي (العاقـلية) ومـــجراه(6)
وقد قرن ذكره بذكر العاقلية التي هي آبار في وادي العاقلي (عاقل قديماً ) .
الذي أكثر الأقدمون من العلماء والشعراء من ذكره مقروناً بهما إذ هما " الانعمان "
المشهوران تغير اسمها إلى القشيعين لا شك في ذلك و إليك البيان .
قال لغدة إذا أشرفت رامة نظرت إلى خزار و الأنعمين و متالع(7)
وا لقشيعيان هذان يريان من رامة كما ذكر.
وقال ياقوت : الأنعمان :واديان ، قيل هما الأنعم و عاقل ، وقيل : موضع بنجد ،
وقال رجل من بني عقيل يتشوقه :
وإن بجنب الأنعمين أراكــة=عداني عنها الخوف ، دانٍ ظلالها(8)
منعمة من فوق أفنانها العلى=جنــىً طيب للمجتنــــــى لو يناُلـها
لها ورق لا يشبه الورق الذي=رأيـــــنـا ، وحيطـــان يلوح جمـالها
ثم قال : الأنعم ، بفتح العين : جبل ببطن عاقل بين اليمامة و المدينة عند منعج و خزاز
وهناك آخر قريب منه يقال له الأنعمان ويصغر أُنيعم ، عن نصر.
ومنعج هو : دخنة وخزاز : في تلك المنطقة ، و "خزاز" يعرف بخزاز الآن لم يتغير
من اسمه شئ . ثم قال ياقوت : ألأنعم : بفتح العين : موضع بالعالية ، قال جرير:
حي الديار بعاقل فالأنعـــم=كالوحي في رق الزبور المعجم
طلل تجر بها الرياح سواريا=والمدجنات من الشمال المرزم
ولو كان ياقوت رحمه الله يعرف موقع "عاقل" الذي يسمى الآن "العاقلي" قرب الرس
وقربه من منعج وخزاز لما افترض أن الأنعم الذي ورد في شعر جرير غير الأنعم الذي
ذكره قبل ذلك . ثم قال ياقوت : الأنيعم ، بلفظ التصغير :موضع ، قال حضرمي بن عامر
الأسدي:
لقد شاقني لولا الحياء من الصبا= لميــــــة ربع بالأنيعم دارس
ليـــالـي إذ قـلبي لميـة مـــــوزع=واذ نحن جيران لها متلابس
وإذ نحن لا نخشى النميمة بيننا=ولو كــــان شئ بيننا متشاكس
فهذا شاعر أسدي ذكر الانيعم تصغير الأنعم : مفرد الأنعمين وتلك ديارهم ، وإذا ورد
ذكر موضع لشاعر من شعراء قبيلة فإنه يكون ذلك الموضع المسمى في بلادهم
مالم يصرفه عن ذلك صارف من دليل أو قرينة . ومن ذلك قول بشر بن أبي خازم الأسدي(9) :
لمن الديار غشيتها بالأنعـــــم=تبدو معارفها كلون الأرقــــم(10)
لعبت بها ريح الصبا فتنكرت=إلا بـــقية نــوئـها الـمـتهدم(11)
دار لبيضاء العوارض طفلـــــةٍ=مهضومة الكشحين ريا المعصم(12)أما لبيد بن أبي ربيعة رضي الله عنه فإنه ذكر ( الأنعمين ) ولكنه ليس من بني أسد بل
هو من بني عامر ،وبلاد بني عامر مرتفعة عن بلاد بني أسد وذاهبة إلى جهة الجنوب
مع ارتفاعها لذلك لا بد من قرينة تبين أنه أراد بالأنعمين هذين الجبلين الصغيرين
الواقعين في بلاد بني أسد في صدر الإسلام وتلك القرينة موجودة وهي أنه ذكر
معها الرسيس وعاقلاً وهما مجاوران للقشيعين هذين كما ذكر قادماً وغولاً
والرجام وهي أجبال ثلاثة أما اسم الأول والثالث فقد تغيرا فقادم أصبح اسمه
(عصاما)والرجام أصبح اسمه الشعب ، واما الثاني وهو غول فإنه باق باسمه
القديم وإن كان لبيد ذكر براق غول : جمع برقة قال :
طلل لخولة بالرسيس قديم=فبعاقل ( فالأنعمين ) رسوم
فكأن معروف الديـار بـقادم=فبراق غول والرجام وشــــوم
والبيت الأول استشهد به البكري فيما نقله عن يعقوب بن السكيت من قوله وعاقل :
وادٍ يمر بين الأنعمين وبين رامة حتى يصيب في الرمة قال لبيد :
طلل لخولة بالرسيس قديم=فبعاقل ، فالأنعمين رسوم(13)
وهذا يحقق أن القشيعين هما الأنعمان قديماً لأن وادي عاقل ( العاقلي حالياً ) يمر فيما
بينهما وبين رامة فيدعهما إلى يساره إذا كان سيله يسير إلى منتهاه في وادي الرمة
ورامة تكون إلى يمينه .
وأما أوس بن حجر فقد ذكر في شعره أن الأنيعم لدى خزاز وأن من يكون فيه ينظر
إلى جبل كير ، وخزاز و كير : جبلان لا يزالان معروفين بل مشهورين باسميهما
القديمين ولا يزال من يعلو أحد القشيعين هذين اللذين هما الأنعمان قديماً يرى خزازاً ،
ويرى كيراً. وقد جربت بنفسي ذلك فصعدت قمة أحدهما وهما صغيران غير مرتفعين إلا
أن مجرى وادي العاقلي ( عاقل قديماً ) منخفض يقع منهما إلى جهة الجنوب .
ورأيت جبل خزار من فوق أحدهما إلى جهة الجنوب على بعدٍ ، وجبل كير إلى الجنوب
الغربي غير بعيد .
وهذا من الأدلة القاطعة على أنهما هما الأنعمان في القديم قال أوس بن حجر من قصيدة :
هل عاجل من متاع الحي منظور؟=م بيت دومة بعد الهجر مهجور؟
وبالأنيعم يومـا قــد تحل بـــــــه= لـــدى خـزازٍ ، ومنها منظرٌ كير
وقال كعب بن زهير وقرن ذكره بذكر عاقل ( العاقلي الآن ) وهو بجانبه :
كأن جريري ينتحي فيه مسحل=مـــن القمر بين الأنعمين ، فعاقل ٍ(14)
يـــغرد في الأرض الـفـلاة بعانـةٍ=خماص البطون ، كالصعاد الذوابل(15)
فأكد ما ذكره غيره من كون الحمر الوحشية التي تكون في تلك المنطقة ، التي تقع فيما
حول الرس كانت مشهورة بقوتها وسبقها ، بل كان يضرب بها في المثل في ذلك .
وورد ذكر الأنعمين مضافاً إلى حزمٍ في شعر للمرار بن سعيد الفقعسي وهما القشيعان
بلا شك بدليل أن الشاعر فقعسي من بني أسد الذي كانت لهم تلك المنطقة وذكر الحزم
الذي يكثر في منطقة الرس حتى أصبح شعار أهل الرس :"أهل الحزم" قال :
بحزم الأنعمين لهن حاد=مُعّرُّ ساقه ، غرد بسول
كما سبق في الشعر العامي ذكر حزوم الرس بعد ذكر القشيعين مما يدل على تشابه
الشعر القديم الفصيح والشعر الحديث العامي في الكلام على الأنعمين القديمين
أو القشيعين الحديثين .
وقال الإمام لغدة : وبجنب منعج خزاز وهو جبل ، والأنعمان : ببطن عاقل ،
وهما جبيلان صغيران قال مهلهل :
بات ليالي بالأنعمين طويلاً=أرقب الليل ساهراً أن يزولا
وكانت منازل ربيعة هناك:
منعج هو دخنة ، خزاز تقدم ذكره وهو جبل مشهور يراه المرء إذا كان فوق
أحد القشيعين هذين الجبلين الذين كانا يسميان بالأنعمين قديماً ، وقد رأيته
منهما بوضوح كما قدمت مع أن المسافة بهما في حدود 38 كيلاً ولكن ذلك
راجع إلى كون موقع جبل خزاز من الأرض مرتفعاً .
اما قول لغدة ( ببطن عاقل ) فانه يريد بوادي عاقل أو لنقل بالبطن الذي يسمى
عاقلاً ، ولايريد بذلك أنهما في جوف وادي عاقل لأن عاقلاً كان يسمى
( بطن عاقل ) ومثلما يقال في وادي الرمة بطن الرمة وذلك لأن القشيعين ليسا
في جوف الوادي وإنما هما في ضفته الشمالية .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN1.jpg
أحد الأنعمين ، وهو الشرقي منهما .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN2.jpg
لعلك تشاهد معي مدينة الرس شمالا من الأنعمين إذ لا تبعد سوى 8 كم .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN3.jpg
مشهد محزن حقا هكذا يفعل الباحثون عن الرخام كأنهم على كثرة جبال الجزيرة لم يجدوا إلا الأنعمين .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN4.jpg
الأنعم الغربي إذ لا يفصلهما سوى طريق الرس دخنة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN5.jpg
الدروب الجميلة في الأنعم الغربي .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN6.jpg
من الأنعم الغربي نشاهد الشرقي غير بعيد .
جبلان صغيران أحمرا اللون مع ميل إلى البياض يقعان إلى الجنوب من مدينة
الرس على بعد حوالي 8 كيلات منها وإلى الشمال من وادي العاقلي (عاقل قديماً ) .
إحداثية الشرقي منهما :
N 25 45 572
E 043 31 503
وقد رحلت إليهما مرتين الأولى كانت يوم الخميس 20 - 1 - 1425 هـ
والثانية يوم الخميس 25 - 2 - 1425 هـ
وفي الوقت الحاضر يسميان بالقشيعين بإسكان القاف بعد"أل" فشين مفتوحة فياء
ساكنة ثم عين مفتوحة فياء ساكنة ، فنون أخيرة :بصيغة تثنية القشيع مصغرا .
قال سرور بن عودة الأطرش من شعراء الرس(1):
يا صاحبي عنه (الاقشيعين) من غاد=في مـاقعٍ ماهو بهمج شرابـــه(2)
بايمن حزوم الرس في مقلط الــــــواد=سقـاه من نـو الثـريـا سحـابه(3)
وقال الشاعر صالح العبدالله العطني وأتى بهما على صيغة الجمع(4):
يا الله من مزن نخيله تبنـــى=وبله على عالي (القشيعات) غطاه(5)
وإلى أنحدر جعله يسيل وطنا=عســاه يـزي (العاقـلية) ومـــجراه(6)
وقد قرن ذكره بذكر العاقلية التي هي آبار في وادي العاقلي (عاقل قديماً ) .
الذي أكثر الأقدمون من العلماء والشعراء من ذكره مقروناً بهما إذ هما " الانعمان "
المشهوران تغير اسمها إلى القشيعين لا شك في ذلك و إليك البيان .
قال لغدة إذا أشرفت رامة نظرت إلى خزار و الأنعمين و متالع(7)
وا لقشيعيان هذان يريان من رامة كما ذكر.
وقال ياقوت : الأنعمان :واديان ، قيل هما الأنعم و عاقل ، وقيل : موضع بنجد ،
وقال رجل من بني عقيل يتشوقه :
وإن بجنب الأنعمين أراكــة=عداني عنها الخوف ، دانٍ ظلالها(8)
منعمة من فوق أفنانها العلى=جنــىً طيب للمجتنــــــى لو يناُلـها
لها ورق لا يشبه الورق الذي=رأيـــــنـا ، وحيطـــان يلوح جمـالها
ثم قال : الأنعم ، بفتح العين : جبل ببطن عاقل بين اليمامة و المدينة عند منعج و خزاز
وهناك آخر قريب منه يقال له الأنعمان ويصغر أُنيعم ، عن نصر.
ومنعج هو : دخنة وخزاز : في تلك المنطقة ، و "خزاز" يعرف بخزاز الآن لم يتغير
من اسمه شئ . ثم قال ياقوت : ألأنعم : بفتح العين : موضع بالعالية ، قال جرير:
حي الديار بعاقل فالأنعـــم=كالوحي في رق الزبور المعجم
طلل تجر بها الرياح سواريا=والمدجنات من الشمال المرزم
ولو كان ياقوت رحمه الله يعرف موقع "عاقل" الذي يسمى الآن "العاقلي" قرب الرس
وقربه من منعج وخزاز لما افترض أن الأنعم الذي ورد في شعر جرير غير الأنعم الذي
ذكره قبل ذلك . ثم قال ياقوت : الأنيعم ، بلفظ التصغير :موضع ، قال حضرمي بن عامر
الأسدي:
لقد شاقني لولا الحياء من الصبا= لميــــــة ربع بالأنيعم دارس
ليـــالـي إذ قـلبي لميـة مـــــوزع=واذ نحن جيران لها متلابس
وإذ نحن لا نخشى النميمة بيننا=ولو كــــان شئ بيننا متشاكس
فهذا شاعر أسدي ذكر الانيعم تصغير الأنعم : مفرد الأنعمين وتلك ديارهم ، وإذا ورد
ذكر موضع لشاعر من شعراء قبيلة فإنه يكون ذلك الموضع المسمى في بلادهم
مالم يصرفه عن ذلك صارف من دليل أو قرينة . ومن ذلك قول بشر بن أبي خازم الأسدي(9) :
لمن الديار غشيتها بالأنعـــــم=تبدو معارفها كلون الأرقــــم(10)
لعبت بها ريح الصبا فتنكرت=إلا بـــقية نــوئـها الـمـتهدم(11)
دار لبيضاء العوارض طفلـــــةٍ=مهضومة الكشحين ريا المعصم(12)أما لبيد بن أبي ربيعة رضي الله عنه فإنه ذكر ( الأنعمين ) ولكنه ليس من بني أسد بل
هو من بني عامر ،وبلاد بني عامر مرتفعة عن بلاد بني أسد وذاهبة إلى جهة الجنوب
مع ارتفاعها لذلك لا بد من قرينة تبين أنه أراد بالأنعمين هذين الجبلين الصغيرين
الواقعين في بلاد بني أسد في صدر الإسلام وتلك القرينة موجودة وهي أنه ذكر
معها الرسيس وعاقلاً وهما مجاوران للقشيعين هذين كما ذكر قادماً وغولاً
والرجام وهي أجبال ثلاثة أما اسم الأول والثالث فقد تغيرا فقادم أصبح اسمه
(عصاما)والرجام أصبح اسمه الشعب ، واما الثاني وهو غول فإنه باق باسمه
القديم وإن كان لبيد ذكر براق غول : جمع برقة قال :
طلل لخولة بالرسيس قديم=فبعاقل ( فالأنعمين ) رسوم
فكأن معروف الديـار بـقادم=فبراق غول والرجام وشــــوم
والبيت الأول استشهد به البكري فيما نقله عن يعقوب بن السكيت من قوله وعاقل :
وادٍ يمر بين الأنعمين وبين رامة حتى يصيب في الرمة قال لبيد :
طلل لخولة بالرسيس قديم=فبعاقل ، فالأنعمين رسوم(13)
وهذا يحقق أن القشيعين هما الأنعمان قديماً لأن وادي عاقل ( العاقلي حالياً ) يمر فيما
بينهما وبين رامة فيدعهما إلى يساره إذا كان سيله يسير إلى منتهاه في وادي الرمة
ورامة تكون إلى يمينه .
وأما أوس بن حجر فقد ذكر في شعره أن الأنيعم لدى خزاز وأن من يكون فيه ينظر
إلى جبل كير ، وخزاز و كير : جبلان لا يزالان معروفين بل مشهورين باسميهما
القديمين ولا يزال من يعلو أحد القشيعين هذين اللذين هما الأنعمان قديماً يرى خزازاً ،
ويرى كيراً. وقد جربت بنفسي ذلك فصعدت قمة أحدهما وهما صغيران غير مرتفعين إلا
أن مجرى وادي العاقلي ( عاقل قديماً ) منخفض يقع منهما إلى جهة الجنوب .
ورأيت جبل خزار من فوق أحدهما إلى جهة الجنوب على بعدٍ ، وجبل كير إلى الجنوب
الغربي غير بعيد .
وهذا من الأدلة القاطعة على أنهما هما الأنعمان في القديم قال أوس بن حجر من قصيدة :
هل عاجل من متاع الحي منظور؟=م بيت دومة بعد الهجر مهجور؟
وبالأنيعم يومـا قــد تحل بـــــــه= لـــدى خـزازٍ ، ومنها منظرٌ كير
وقال كعب بن زهير وقرن ذكره بذكر عاقل ( العاقلي الآن ) وهو بجانبه :
كأن جريري ينتحي فيه مسحل=مـــن القمر بين الأنعمين ، فعاقل ٍ(14)
يـــغرد في الأرض الـفـلاة بعانـةٍ=خماص البطون ، كالصعاد الذوابل(15)
فأكد ما ذكره غيره من كون الحمر الوحشية التي تكون في تلك المنطقة ، التي تقع فيما
حول الرس كانت مشهورة بقوتها وسبقها ، بل كان يضرب بها في المثل في ذلك .
وورد ذكر الأنعمين مضافاً إلى حزمٍ في شعر للمرار بن سعيد الفقعسي وهما القشيعان
بلا شك بدليل أن الشاعر فقعسي من بني أسد الذي كانت لهم تلك المنطقة وذكر الحزم
الذي يكثر في منطقة الرس حتى أصبح شعار أهل الرس :"أهل الحزم" قال :
بحزم الأنعمين لهن حاد=مُعّرُّ ساقه ، غرد بسول
كما سبق في الشعر العامي ذكر حزوم الرس بعد ذكر القشيعين مما يدل على تشابه
الشعر القديم الفصيح والشعر الحديث العامي في الكلام على الأنعمين القديمين
أو القشيعين الحديثين .
وقال الإمام لغدة : وبجنب منعج خزاز وهو جبل ، والأنعمان : ببطن عاقل ،
وهما جبيلان صغيران قال مهلهل :
بات ليالي بالأنعمين طويلاً=أرقب الليل ساهراً أن يزولا
وكانت منازل ربيعة هناك:
منعج هو دخنة ، خزاز تقدم ذكره وهو جبل مشهور يراه المرء إذا كان فوق
أحد القشيعين هذين الجبلين الذين كانا يسميان بالأنعمين قديماً ، وقد رأيته
منهما بوضوح كما قدمت مع أن المسافة بهما في حدود 38 كيلاً ولكن ذلك
راجع إلى كون موقع جبل خزاز من الأرض مرتفعاً .
اما قول لغدة ( ببطن عاقل ) فانه يريد بوادي عاقل أو لنقل بالبطن الذي يسمى
عاقلاً ، ولايريد بذلك أنهما في جوف وادي عاقل لأن عاقلاً كان يسمى
( بطن عاقل ) ومثلما يقال في وادي الرمة بطن الرمة وذلك لأن القشيعين ليسا
في جوف الوادي وإنما هما في ضفته الشمالية .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN1.jpg
أحد الأنعمين ، وهو الشرقي منهما .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN2.jpg
لعلك تشاهد معي مدينة الرس شمالا من الأنعمين إذ لا تبعد سوى 8 كم .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN3.jpg
مشهد محزن حقا هكذا يفعل الباحثون عن الرخام كأنهم على كثرة جبال الجزيرة لم يجدوا إلا الأنعمين .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN4.jpg
الأنعم الغربي إذ لا يفصلهما سوى طريق الرس دخنة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN5.jpg
الدروب الجميلة في الأنعم الغربي .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk863_ANAMAYN6.jpg
من الأنعم الغربي نشاهد الشرقي غير بعيد .