ولن تستحق أي من سياراتها عُشر ثمنها. [الأرشيف]

الحــ سعود ــربي

15/12/2008, 11:25 AM

البيت العربي
المواطن يلتهمه الجشع والتلكؤ

د. محمد القويز
تسابق التجار لدينا برفع الأسعار بحجة التضخم وكنا نسبق دول العالم كلها في رفعها.
أما عندما بدأ الركود وهبطت أسعار السلع في كل مكان في العالم، تمسك التجار لدينا بأسعارهم وسربوا للناس أنه قد يكون هناك زيادة 15% خلال سنة.
في المقابل كان سلوك الشركة العملاقة سابك سلوكا مهنيا يتماشى مع السوق إذ بدأت بتخفيض منتجاتها من حديد وبتروكيماويات بشكل معقول. هذا السلوك المهني لسابك يستحق الشكر ويدل على أن هذا المجتمع لا يزال قادرا على السلوك الحضاري البعيد عن الاستغلال والجشع. هناك شركات أخرى غير سابك أعلنت تخفيضا في أسعار منتجاتها ولكنها قليلة.
السؤال الكبير هو أين دور وزارة التجارة في التحكم في أسعار السلع فبينما كانت أسعار السلع تسابق الريح وتسبق معدلات التضخم إلا أن هناك تلكؤا كبيرا في خفض الأسعار مع الركود الذي يهدد بكساد قاتل.
أضرب مثالاً على ذلك بالسيارات التي هوت أسعارها إلى 50% في أمريكا وبريطانيا وإلى 40% في بعض دول الاتحاد الأوروبي، بينما لازال الوكلاء لدينا يتحايلون على المواطن بعروض هزيلة. ولو حدث لاقدر الله وأفلست الشركات الثلاث الكبار المصنعة للسيارات الأمريكية فإن ذلك سينعكس على بضائعها إذ لن يكون هناك ضمان ولا قطع غيار ولن تستحق أي من سياراتها عُشر ثمنها.
إن من واجب الغرف التجارية ووزارة التجارة أن تنشر وعي الاستهلاك لأن كثيرا من الناس لم يدركوا خطورة الوضع الاقتصادي العالمي بعد.
إن المنطق يقول أن تستأجر سيارة في هذا الوقت خير من شراء سيارة قد تصبح عدماً أو قد تهبط أسعارها إلى 30% خلال أشهر.
ومثل السيارات يمكن الحديث عن الإلكترونيات والكمبيوتر وغيرها.
بل إن من المخاطرة شراء العقار في مثل هذا الوقت لأن هناك احتمال انخفاض كبير في الأسعار خصوصا تلك العقارات التي قفزت أسعارها قفزات مصطنعة. إن من الأهمية أن يحمي المواطن نفسه من جشع التاجر برفع الأسعار والتلكؤ بخفضها

http://www.alriyadh.com/2008/12/15/article395098.html