السنافــــــي
10/08/2003, 02:04 AM
تفريخ أنواع نادرة من الصقور في قطر لأول مرة
متابعة وتصوير ــ حازم أبووطفة
على بعد 65 كيلومترا شمال الدوحة توجد مزرعة «الخضيراء» التي يملكها الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني والذي نجح وللمرة الأولى في قطر وبجهود ذاتية نابعة من شغفه بالصقور في تفريخ انواع نادرة من صقور الصيد على اختلاف فئاتها وذلك بتوفير عوامل خاصة ودقيقة تتحكم في هذه العملية المعقدة نسبيا نظرا لحساسية هذه الطيور وصعوبة تفريخها في اجواء غير اجوائها الاصلية التي تهاجر منها‚
الوطن والمواطن زار المزرعة والتقى الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني الذي صحبنا في جولة داخل المزرعة اطلعنا خلالها على العوامل التي ساهمت في نجاح اول تجربة لتفريخ الصقور في قطر وعلى مراحل عملية التفريخ والاعتناء بالصقور ومتطلبات هذه العملية التي تعد سبقا تحقق على يد الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني بفضل جهوده في هذا المجال‚
البداية كانت في الثالثة والنصف عصرا عندما التقيت السيد محمد زكريا المشرف على برنامج تفريخ الصقور بمزرعة الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني (الخضيراء) الذي اصطحبني بسيارته من مجمع اللاندمارك في الغرافة الى المزرعة التي تقع قريبا من الشارع العام بعد مركز شرطة الزبارة وعلى بعد اقل من 5 دقائق من شارع الشمال العام دخلت بنا السيارة ابواب المزرعة التي تملأ الخضرة والنباتات التي جيء ببعضها من دول مجاورة ارجاءها‚وبعد جولة سريعة بالسيارة في ارجاء المزرعة التي تبدو محط اهتمام ورعاية خاصة من الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني وتوجد بها اعداد كبيرة من الطيور والحيوانات والنباتات النادرة وكلها تحظى برعاية مثالية متوافرة على مدار السنة توجهت إلى قفص تدريب الصقور والذي يعتبر واحدا من أكبر الاقفاص الخاصة بتدريب الصقور في العالم وهناك التقيت الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني صاحب المزرعة الذي رحب بي بحرارة وتواضع جم وبدأنا الحوار حول هذه التجربة الفريدة لتفريخ الانواع النادرة من الصقور في قطر فقال الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني عن الهدف من انشاء المزرعة والتجربة المثيرة لتفريخ الصقور:
لقد بدأت الاهتمام والتعلق بالصقور منذ الصغر عندما كنت اذهب في رحلات القنص والصيد مع والدي الذي حرص على ان نتعلم هذه الهواية التي تعلم الانسان الصبر والجلد والقدرة على تحمل المسؤولية والتي لا تخلو في الوقت ذاته من المتعة والاثارة ومن هناك بدأت العلاقة بيني وبين الصقر احب الطيور الى قلبي وصاحب الدلالات الواضحة في البيئة الخليجية التي ترعرعنا فيها ونشأنا في ظل قيمها وتقاليدها‚
تفريخ الصقور
وعن تجربة تفريخ الصقور هنا في قطر قال الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني ان رغبته في تفريخ الصقور هنا في قطر كانت نتيجة طبيعية لولعه بهذه الطيور الرائعة مؤكدا انها تجربة تستحق المحاولة والعناء على الرغم مما تتطلبه من معايير خاصة ودقيقة من ناحية الاعتناء بالصقور والتحكم بالعوامل المحيطة بها من الطقس والغذاء وحرية الطيران وتوفير البيئة المناسبة للتكاثر والتفريخ لهذه الصقور‚
واضاف الشيخ قائلا: هناك العديد من أنواع الصقور التي تحتضنها المزرعة فهناك صقور الجير وصقور الحر المعروفة وصقور الشاهين والصقور المهجنة مثل الجير حر والجير شاهين‚ وكلها أنواع معروفة لمحبي هواية الصيد بالصقور ولعل ابرزها أو أكثرها شعبية هو الشاهين والحر وهذان النوعان معروفان في البيئة القطرية ويقتنيها الناس بكثرة حيث يعيش الصقر الحر في المناطق الحارة مثل ايران والمنطقة العربية ومناطق روسيا الجنوبية‚ وبذلك يكون الصقر الحر أقرب إلى التأقلم مع اجواء الخليج والطقس الحار في المنطقة‚
ويتابع الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني قائلا: ان تفريخ الصقور يتم في المزرعة بعد توفير كافة العوامل العامة لهذه العملية‚ حيث يتوفر في المزرعة القفص الكبير المغطى والذي يمكن الصقور من الطيران بحرية وعلى ارتفاع عشرة أمتار بداخله مما يجعل الصقر لا يتأثر بوجوده في هذا القفص أو ما يسمونه بالانجليزية The Pen كما ان الخيمة مجهزة بغرفة مكيفة تلجأ إليها الصقور عندما تشعر بالحرارة ومن ثم فان كافة الظروف الطبيعية مهيأة أمام الصقور للتفريخ
والتكاثر بالمزرعة‚
وعن مصدر الطيور التي تحتويها المزرعة قال الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني ان المزرعة تحتوي حاليا واحدا وعشرين صقرا من الفئات المذكورة سابقا منها ما تم اصطياده من الصقور البرية من الطبيعة ومنها ما تم شراؤه من مزارع تفريخ الصقور من كل من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية‚ حيث تنتشر هناك مزارع تفريخ الصقور على مستوى تجاري وهي مزارع متطورة لعدة أسباب لسنا بصدد الحديث عنها‚ ولكن ابرز هذه الاسباب خبرة المهتمين هناك واستعانتهم بالجانب العلمي والتقني للمساعدة في تكاثر هذه الطيور واستخدامهم للتلقيح الصناعي ايضا‚
واضاف الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني قائلا: تجربة التفريخ بدأت في المزرعة بشكل اساسي وعملي منذ العام الماضي حيث وضعنا 6 ازواج من الصقور في الغرف الخاصة بالتزاوج لتبدأ عملية التزاوج بعدها ليكون الناتج حتى الآن تسعة فروخ صقور هي نتيجة عملية التفريخ في المزرعة واضاف: ان هذه تعتبر نتيجة مرضية كونها البداية العملية لمشروع تفريخ الصقور‚
قفص تدريب الصقور
قفص تدريب الصقور في المزرعة هو الأكبر من نوعه في قطر ومن أكبر اقفاص تدريب الصقور في العالم‚ حيث هو عبارة عن حوطة كبيرة مستديرة قطرها 50 مترا ومبنية من الطابوق ومغطاة من الأعلى بطبقتين من الشبك المحكم الغلق احداهما من الحديد المقاوم للصدأ والأخرى من مادة من الألياف المصنعة خصيصا لهذه الأغراض‚ حيث تسمح هذه الألياف بدخول الهواء والاضاءة الطبــــيعية من أشعة الشـــمس للقفص وحماية الصقور عند الاصطدام بها‚
وبشكل طبيعي يثبت الشبك من المركز على أعمدة خرسانية بارتفاع 10 أمتار ليشكل الشكل العام الذي يشبه الخيمة الدائرية وتشكل الخيمة الدائرية بقطر 50 مترا وارتفاع 10 أمتار مكانا مناسبا جدا للصقور لكي تتمكن من الطيران بحرية كبيرة بداخلها حيث ان مساحتها الاجمالية 2000 متر مربع‚ كما ان بها غرفة تبريد نصف دائرية تطل على الخيمة من خلال نافذة يدخل اليها الصقر عند الاحساس بالحر‚ ويقول الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني ان القفص الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم يمكنه استيعاب ما يقرب من 100 صقر بحيث تتمتع فيه الصقور بكل حرية في الطيران دون وجود عوائق بسبب سعة الخيمة‚
وفيما يتعلق بالطريقة المستخدمة لتفادي التوالد الداخلي وكيفية معرفته في طيور المزرعة حيث يسبب هذا النوع من التوالد الداخلي تشوها في الطيور الناتجة عن تلقيح ذات الذكر لأكثر من مرة قال السيد محمد زكريا المشرف على برنامج تفريخ الصقور في المزرعة انه يتم تفادي مثل هذه الحالات بالتعرف على ظاهرة التوالد الداخلي بالملاحظة المستمرة للمواليد حيث تظهر عليهم الإعاقة واضحة في صغر الحجم والكثير من الأمراض الوراثية المختلفة ولذلك نقوم بالتجديد المستمر في الدماء والاستعانة بدماء جديدة من الخارج‚
غرف الإعاشة
وتضم المزرعة 6 غرف للتزاوج والإعاشة وهي عبارة عن غرف متراصة مبنية من الطابوق المعزول عزلا جيدا والمسقوفة بسقف به فتحة للتهوية لدخول أشعة الشمس والهواء المتجدد وذلك بشكل محكم ومدروس وتبلغ قياسات الغرف 15 مترا مربعا للغرفة الواحدة ملحق بها غرفة تبريد صغيرة بمساحة متر ونصف المتر يدخل اليها الصقر إذا شعر بالحر وتوجد نية لدى الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني لزيادةعدد هذه الغرف التي تعتبر ضرورية لتفريخ الصقور في المرحلة القادمة بعد قطع شوط كبير في عملية تفريخ الصقور هذه‚وعن الطيور الأخرى التي تستخدم لتدريب الصقور وتربى في المزرعة قال الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني إن المزرعة بها ما يقرب من 600 من فروخ البط الطيار الذي يفرخ في المزرعة هذا العام وقد خصصنا داخل المزرعة مساحة 4 آلاف متر مربع تقريبا سيجت بالكامل بارتفاع 5 أمتار عملت بداخلها أحواض كبيرة على شكل برك صناعية للماء ومزودة بفلاتر كبيرة ومضخات للمحافظة على نظافة المياه وذلك لعلمنا بمدى تعلق البط بالمياه‚وعن أنواع البط الطيار قال الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني: هناك البالبول والشرشير والشهرمان والوز الملكي الكبير وهي تتكاثر وتفرخ بالمزرعة وبشكل طبيعي جدا نتيجة توافر العوامل اللازمة لذلك‚
وأضاف الشيخ محمد بن فيصل
آل ثاني: أن هذا البط الطيار يعتبر بديلا هاما عن الحباري وبالتالي يستخدم لتدريب الصقر على الصيد‚
وفي حال استخدام البط الطيار كبديل لتعليم الصقر الصيد فهو قادر على التكاثر والتفريخ أكثر من الحبارى وبالتالي فلا خوف عليه من الانقراض أو تأثير الصيد عليه كما هو الحال بالنسبة للحبارى التي تتأثر بالصيد والتي لم نتمكن حتى الآن من تفريخها رغم محاولاتنا الجادة لتفريخها في الدول المجاورة‚
الاهتمام بالبيئة
وأضاف الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني ان الاهتمام بالبيئة عامل هام في تكاثر الطيور والمحافظة على نوعها مؤكدا ان هذا المشروع يهدف لتفريخ وتكاثر صقور الصيد والحفاظ على الأنواع النادرة منها وكذلك الحفاظ على التوازن البيئي من خلال وجود كافة الانواع من الطيور مثل البط الطيار الذي يمكن ان يستخدم كبديل عن الحبارى في تدريب الصقور وبالتالي فالاهتمام بالمحافظة على البيئة في دولة قطر وعلى حيوانات وطيور البيئة هو احد الأهداف التي ادت الى المساهمة في هذا المشــــــــروع الكبير‚ حيث توجد هنا اول واكبر مزرعة متكـاملة لتفريخ وتدريب ورعاية الطيور وتوفير الرعاية الكاملة لها في المنطقة‚
وعن مدى التعاون بين المزرعة والمجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية قال الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني: نحن طبعا دائمو الاتصال بهم وهم بالتالي لا يدخرون جهدا نحو تذليل جميع الصعوبات التي قد تواجهنا وقد أبدوا استعدادهم لمساعدتنا في تسجيل المزرعة دوليا عن طــــريق منظمة الــــــسايتس العالمية ولا يسعني في هذا المجـــــــال الا ان اتقدم الى سمــــو ولي العهد الامـــين باسمى آيات الشكر والامتـــنان والسادة الاعضاء الكرام واثني على جهــــودهم المتواصلة للرقي في الاداء واتخاذ القرارات المناسبة‚
وتعتبر الخضيراء مثالا للمزرعة النموذجية المتكاملة المنظمة تنظيما جيدا والمقسمة عدة اقسام «منها» الزراعي ويظهر جليا في الكثرة والتنوع لاشجار النخيل التي تنال رعاية الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني الخاصة والكثير من النباتات الزراعية المحلية المختلفة‚ ومنها الحيواني فتجد هناك الخيول والابقار والاغنام والطيور الداجنة بانواعها ونحل العسل‚
اما عن المحمية الطبيعية وتقع في الطرف الغربي للمزرعة بمساحة 000‚10 متر مربع فيقول الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني: طبعا المساحة متواضعة جدا كونها محمية تجريبية وروعي فيها توافر اغلب العوامل البيئية التي تساعد على تكاثر النوعيات المختارة من الحيوانات والطيور التي تعيش في البيئة القطرية مثل غزال الريم والارنب البري والحبارى وطائر القطا والدجاج البري وغيره واخذ في الاعتبار ان تكون نوعية النباتات الموجودة بالمحمية من البيئة القطرية‚
وتم اختيار ازواج قليلة لكي تعيش بحرية داخل المحمية آملين في تكاثرها الطبيعي‚
*****************************************
اخوكم: السنافــــــــــــــي
متابعة وتصوير ــ حازم أبووطفة
على بعد 65 كيلومترا شمال الدوحة توجد مزرعة «الخضيراء» التي يملكها الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني والذي نجح وللمرة الأولى في قطر وبجهود ذاتية نابعة من شغفه بالصقور في تفريخ انواع نادرة من صقور الصيد على اختلاف فئاتها وذلك بتوفير عوامل خاصة ودقيقة تتحكم في هذه العملية المعقدة نسبيا نظرا لحساسية هذه الطيور وصعوبة تفريخها في اجواء غير اجوائها الاصلية التي تهاجر منها‚
الوطن والمواطن زار المزرعة والتقى الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني الذي صحبنا في جولة داخل المزرعة اطلعنا خلالها على العوامل التي ساهمت في نجاح اول تجربة لتفريخ الصقور في قطر وعلى مراحل عملية التفريخ والاعتناء بالصقور ومتطلبات هذه العملية التي تعد سبقا تحقق على يد الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني بفضل جهوده في هذا المجال‚
البداية كانت في الثالثة والنصف عصرا عندما التقيت السيد محمد زكريا المشرف على برنامج تفريخ الصقور بمزرعة الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني (الخضيراء) الذي اصطحبني بسيارته من مجمع اللاندمارك في الغرافة الى المزرعة التي تقع قريبا من الشارع العام بعد مركز شرطة الزبارة وعلى بعد اقل من 5 دقائق من شارع الشمال العام دخلت بنا السيارة ابواب المزرعة التي تملأ الخضرة والنباتات التي جيء ببعضها من دول مجاورة ارجاءها‚وبعد جولة سريعة بالسيارة في ارجاء المزرعة التي تبدو محط اهتمام ورعاية خاصة من الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني وتوجد بها اعداد كبيرة من الطيور والحيوانات والنباتات النادرة وكلها تحظى برعاية مثالية متوافرة على مدار السنة توجهت إلى قفص تدريب الصقور والذي يعتبر واحدا من أكبر الاقفاص الخاصة بتدريب الصقور في العالم وهناك التقيت الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني صاحب المزرعة الذي رحب بي بحرارة وتواضع جم وبدأنا الحوار حول هذه التجربة الفريدة لتفريخ الانواع النادرة من الصقور في قطر فقال الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني عن الهدف من انشاء المزرعة والتجربة المثيرة لتفريخ الصقور:
لقد بدأت الاهتمام والتعلق بالصقور منذ الصغر عندما كنت اذهب في رحلات القنص والصيد مع والدي الذي حرص على ان نتعلم هذه الهواية التي تعلم الانسان الصبر والجلد والقدرة على تحمل المسؤولية والتي لا تخلو في الوقت ذاته من المتعة والاثارة ومن هناك بدأت العلاقة بيني وبين الصقر احب الطيور الى قلبي وصاحب الدلالات الواضحة في البيئة الخليجية التي ترعرعنا فيها ونشأنا في ظل قيمها وتقاليدها‚
تفريخ الصقور
وعن تجربة تفريخ الصقور هنا في قطر قال الشيخ محمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني ان رغبته في تفريخ الصقور هنا في قطر كانت نتيجة طبيعية لولعه بهذه الطيور الرائعة مؤكدا انها تجربة تستحق المحاولة والعناء على الرغم مما تتطلبه من معايير خاصة ودقيقة من ناحية الاعتناء بالصقور والتحكم بالعوامل المحيطة بها من الطقس والغذاء وحرية الطيران وتوفير البيئة المناسبة للتكاثر والتفريخ لهذه الصقور‚
واضاف الشيخ قائلا: هناك العديد من أنواع الصقور التي تحتضنها المزرعة فهناك صقور الجير وصقور الحر المعروفة وصقور الشاهين والصقور المهجنة مثل الجير حر والجير شاهين‚ وكلها أنواع معروفة لمحبي هواية الصيد بالصقور ولعل ابرزها أو أكثرها شعبية هو الشاهين والحر وهذان النوعان معروفان في البيئة القطرية ويقتنيها الناس بكثرة حيث يعيش الصقر الحر في المناطق الحارة مثل ايران والمنطقة العربية ومناطق روسيا الجنوبية‚ وبذلك يكون الصقر الحر أقرب إلى التأقلم مع اجواء الخليج والطقس الحار في المنطقة‚
ويتابع الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني قائلا: ان تفريخ الصقور يتم في المزرعة بعد توفير كافة العوامل العامة لهذه العملية‚ حيث يتوفر في المزرعة القفص الكبير المغطى والذي يمكن الصقور من الطيران بحرية وعلى ارتفاع عشرة أمتار بداخله مما يجعل الصقر لا يتأثر بوجوده في هذا القفص أو ما يسمونه بالانجليزية The Pen كما ان الخيمة مجهزة بغرفة مكيفة تلجأ إليها الصقور عندما تشعر بالحرارة ومن ثم فان كافة الظروف الطبيعية مهيأة أمام الصقور للتفريخ
والتكاثر بالمزرعة‚
وعن مصدر الطيور التي تحتويها المزرعة قال الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني ان المزرعة تحتوي حاليا واحدا وعشرين صقرا من الفئات المذكورة سابقا منها ما تم اصطياده من الصقور البرية من الطبيعة ومنها ما تم شراؤه من مزارع تفريخ الصقور من كل من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية‚ حيث تنتشر هناك مزارع تفريخ الصقور على مستوى تجاري وهي مزارع متطورة لعدة أسباب لسنا بصدد الحديث عنها‚ ولكن ابرز هذه الاسباب خبرة المهتمين هناك واستعانتهم بالجانب العلمي والتقني للمساعدة في تكاثر هذه الطيور واستخدامهم للتلقيح الصناعي ايضا‚
واضاف الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني قائلا: تجربة التفريخ بدأت في المزرعة بشكل اساسي وعملي منذ العام الماضي حيث وضعنا 6 ازواج من الصقور في الغرف الخاصة بالتزاوج لتبدأ عملية التزاوج بعدها ليكون الناتج حتى الآن تسعة فروخ صقور هي نتيجة عملية التفريخ في المزرعة واضاف: ان هذه تعتبر نتيجة مرضية كونها البداية العملية لمشروع تفريخ الصقور‚
قفص تدريب الصقور
قفص تدريب الصقور في المزرعة هو الأكبر من نوعه في قطر ومن أكبر اقفاص تدريب الصقور في العالم‚ حيث هو عبارة عن حوطة كبيرة مستديرة قطرها 50 مترا ومبنية من الطابوق ومغطاة من الأعلى بطبقتين من الشبك المحكم الغلق احداهما من الحديد المقاوم للصدأ والأخرى من مادة من الألياف المصنعة خصيصا لهذه الأغراض‚ حيث تسمح هذه الألياف بدخول الهواء والاضاءة الطبــــيعية من أشعة الشـــمس للقفص وحماية الصقور عند الاصطدام بها‚
وبشكل طبيعي يثبت الشبك من المركز على أعمدة خرسانية بارتفاع 10 أمتار ليشكل الشكل العام الذي يشبه الخيمة الدائرية وتشكل الخيمة الدائرية بقطر 50 مترا وارتفاع 10 أمتار مكانا مناسبا جدا للصقور لكي تتمكن من الطيران بحرية كبيرة بداخلها حيث ان مساحتها الاجمالية 2000 متر مربع‚ كما ان بها غرفة تبريد نصف دائرية تطل على الخيمة من خلال نافذة يدخل اليها الصقر عند الاحساس بالحر‚ ويقول الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني ان القفص الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم يمكنه استيعاب ما يقرب من 100 صقر بحيث تتمتع فيه الصقور بكل حرية في الطيران دون وجود عوائق بسبب سعة الخيمة‚
وفيما يتعلق بالطريقة المستخدمة لتفادي التوالد الداخلي وكيفية معرفته في طيور المزرعة حيث يسبب هذا النوع من التوالد الداخلي تشوها في الطيور الناتجة عن تلقيح ذات الذكر لأكثر من مرة قال السيد محمد زكريا المشرف على برنامج تفريخ الصقور في المزرعة انه يتم تفادي مثل هذه الحالات بالتعرف على ظاهرة التوالد الداخلي بالملاحظة المستمرة للمواليد حيث تظهر عليهم الإعاقة واضحة في صغر الحجم والكثير من الأمراض الوراثية المختلفة ولذلك نقوم بالتجديد المستمر في الدماء والاستعانة بدماء جديدة من الخارج‚
غرف الإعاشة
وتضم المزرعة 6 غرف للتزاوج والإعاشة وهي عبارة عن غرف متراصة مبنية من الطابوق المعزول عزلا جيدا والمسقوفة بسقف به فتحة للتهوية لدخول أشعة الشمس والهواء المتجدد وذلك بشكل محكم ومدروس وتبلغ قياسات الغرف 15 مترا مربعا للغرفة الواحدة ملحق بها غرفة تبريد صغيرة بمساحة متر ونصف المتر يدخل اليها الصقر إذا شعر بالحر وتوجد نية لدى الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني لزيادةعدد هذه الغرف التي تعتبر ضرورية لتفريخ الصقور في المرحلة القادمة بعد قطع شوط كبير في عملية تفريخ الصقور هذه‚وعن الطيور الأخرى التي تستخدم لتدريب الصقور وتربى في المزرعة قال الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني إن المزرعة بها ما يقرب من 600 من فروخ البط الطيار الذي يفرخ في المزرعة هذا العام وقد خصصنا داخل المزرعة مساحة 4 آلاف متر مربع تقريبا سيجت بالكامل بارتفاع 5 أمتار عملت بداخلها أحواض كبيرة على شكل برك صناعية للماء ومزودة بفلاتر كبيرة ومضخات للمحافظة على نظافة المياه وذلك لعلمنا بمدى تعلق البط بالمياه‚وعن أنواع البط الطيار قال الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني: هناك البالبول والشرشير والشهرمان والوز الملكي الكبير وهي تتكاثر وتفرخ بالمزرعة وبشكل طبيعي جدا نتيجة توافر العوامل اللازمة لذلك‚
وأضاف الشيخ محمد بن فيصل
آل ثاني: أن هذا البط الطيار يعتبر بديلا هاما عن الحباري وبالتالي يستخدم لتدريب الصقر على الصيد‚
وفي حال استخدام البط الطيار كبديل لتعليم الصقر الصيد فهو قادر على التكاثر والتفريخ أكثر من الحبارى وبالتالي فلا خوف عليه من الانقراض أو تأثير الصيد عليه كما هو الحال بالنسبة للحبارى التي تتأثر بالصيد والتي لم نتمكن حتى الآن من تفريخها رغم محاولاتنا الجادة لتفريخها في الدول المجاورة‚
الاهتمام بالبيئة
وأضاف الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني ان الاهتمام بالبيئة عامل هام في تكاثر الطيور والمحافظة على نوعها مؤكدا ان هذا المشروع يهدف لتفريخ وتكاثر صقور الصيد والحفاظ على الأنواع النادرة منها وكذلك الحفاظ على التوازن البيئي من خلال وجود كافة الانواع من الطيور مثل البط الطيار الذي يمكن ان يستخدم كبديل عن الحبارى في تدريب الصقور وبالتالي فالاهتمام بالمحافظة على البيئة في دولة قطر وعلى حيوانات وطيور البيئة هو احد الأهداف التي ادت الى المساهمة في هذا المشــــــــروع الكبير‚ حيث توجد هنا اول واكبر مزرعة متكـاملة لتفريخ وتدريب ورعاية الطيور وتوفير الرعاية الكاملة لها في المنطقة‚
وعن مدى التعاون بين المزرعة والمجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية قال الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني: نحن طبعا دائمو الاتصال بهم وهم بالتالي لا يدخرون جهدا نحو تذليل جميع الصعوبات التي قد تواجهنا وقد أبدوا استعدادهم لمساعدتنا في تسجيل المزرعة دوليا عن طــــريق منظمة الــــــسايتس العالمية ولا يسعني في هذا المجـــــــال الا ان اتقدم الى سمــــو ولي العهد الامـــين باسمى آيات الشكر والامتـــنان والسادة الاعضاء الكرام واثني على جهــــودهم المتواصلة للرقي في الاداء واتخاذ القرارات المناسبة‚
وتعتبر الخضيراء مثالا للمزرعة النموذجية المتكاملة المنظمة تنظيما جيدا والمقسمة عدة اقسام «منها» الزراعي ويظهر جليا في الكثرة والتنوع لاشجار النخيل التي تنال رعاية الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني الخاصة والكثير من النباتات الزراعية المحلية المختلفة‚ ومنها الحيواني فتجد هناك الخيول والابقار والاغنام والطيور الداجنة بانواعها ونحل العسل‚
اما عن المحمية الطبيعية وتقع في الطرف الغربي للمزرعة بمساحة 000‚10 متر مربع فيقول الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني: طبعا المساحة متواضعة جدا كونها محمية تجريبية وروعي فيها توافر اغلب العوامل البيئية التي تساعد على تكاثر النوعيات المختارة من الحيوانات والطيور التي تعيش في البيئة القطرية مثل غزال الريم والارنب البري والحبارى وطائر القطا والدجاج البري وغيره واخذ في الاعتبار ان تكون نوعية النباتات الموجودة بالمحمية من البيئة القطرية‚
وتم اختيار ازواج قليلة لكي تعيش بحرية داخل المحمية آملين في تكاثرها الطبيعي‚
*****************************************
اخوكم: السنافــــــــــــــي