هذه قصة عايشت
أحداثها شخصيا وليست من نسج الخيال او قولة يقولون كفانا الله شر ما يقولون أوعلى قولة أخواننا
المصريين كان يا مكان في قديم الزمان واحد غلبان ...هذا الموقف حدث لي في تسعينات القرن
الهجري الماضي حيث كنت مسافرا من بلد الى بلد آخر والمسافة حوالي 120 كلم صحراء طبعا
وكما تعرفون أو على الأقل كبار السن منكم قديما ماكانت السيارات بهذه الكثرة ولا بهذه الجودة فكان
معي داتسون ونيت م 1973 وكان الناس آنذاك ما يمشي الواحد ألا معه استعداد تام لجميع
الأعطال المتوقعة من بنشر او سير او خلافه وكنت من ضمن الناس معي استعداد تام من عدة ورقع ومرقعة
ولياور ولي هواء على البوجي للبنشر وغيرها .
المهم بنشرالكفر الخلفي الأيمن نظرا لأصابته اصابة مباشرة واضحة بدون أشعة من حجر على
الطريق . تم استبدال الكفر بالأسبير وكان شيئا عاديا وبعد فترة ليست بطويلة يصاب الكفر الخلفي
الأيسر بالغيرة العمياء فيبنشر ولله الحمد والمنة وكان الأمر عاديا الى حد ما فبدات بتصليح الكفر
الأول وكانت طريقة الدعس بالكفر الأمامي شائعة في ذلك الوقت (يدعس الكفر على حافة الجنط )
نيابة عن عمل مكينة البنشر حاليا .
المهم عملت اللازم وعندما بقي نفخ الكفر كانت الطامة اذا لم يكن معي البلف الذي يركب مكان
البوجي (للقدامى فقط )تذكرون صوت النفخ ( كاتشي -كاتشي -كاتشي ... ) المهم بدأت افكر
افكر وليس من عابر سبيل سوى سيارة هايلوكس من النوع اللي تكون المرايات على الرفارف
الأمامية وعلى متنها بدو رحيل ومعهم العفش وفوق العفش سلقة لا زالت الصورة في الذاكرة .
طلبت منهم النجدة فلم يوجد معهم بلف - على حد قولهم - والكفر الأسبير من حسن الحظ ما
يركب لأنه كما تعلمون الهايلوكس خمس مسامير وسيارتي 6 مسمار ..
جلست وجلست ثم جلست ثم قعدت ثم قعدت به ثم وقفت والتفت يمينا وشمالا فلا من داعي ولا
مجيب !!!
كان الجو حارا وقد انتصف النهار فبدأت أفكر وأفكر ثم أفكر فوقع نظري على اسطوانة الغاز التي
كانت من ضمن العفش الموجود في السيارة وبمحاولة يائسة قمت بفك الساعة الصفراء ووضعت لي
الغاز طرف في بلف الكفر وطرف مسكته مسكا مباشرا على فتحة الأسطوانة وفتحت الغاز وما هي
الا لحظات واسمع صوت ضرب حافة الكفر على الجنط - الضربة المعروفة - وبسرعة البرق
اغلق الاسطوانة وبلف الكفر ولكن عندما ضغطت الكفر باليد وجدت انه ليس بالملمس المطلوب
ولكن من باب التجريب ركبت الكفر في السيارة وعندما نزلت العفريتة وجدت انه صالح للمشي
فمشيت حتى وصلت البلد المقصود ولله الحمد والمنة .
فكنت كلما اقص القصة على بعض الناس قالبعض يجامل والبعض الاخر يقول خل البعارين تمشي
ههههه ولكن من يكذب ويجابه اقول تعال معي واجيب كبريت واولع عود واضغط الإبرة فتشتعل
النار فعندئذ يصدق ( وعلى رأي المثل النار تصدق للمكذب ) انتهت وآمل أن تحوز على رضاكم
وتنال استحسانكم