نكمل معكم مواجهات العرب مع الأسد
ذيب الصحراء
صدقت بارك الله فيك ويعتبر هذا من أجمل بيوت المدح
أمعفر الليث الهزبر بسوطه=لمن إدخرت الصارم المسلولاأو المصقولا
وقصة بدر بن عمار أنه كان على فرسه فمر على أسد كان قد تمكن من فريسته للتو فأتلف عليه بدر بن عمار فريسته بسبب حضوره المفاجيء فأفلس الأسد منها فانطلق الأسد إلى بن عمّار فقفز على مؤخرة فرسه فانشغل بن عمار عن سيفه لسرعة الحدث وكان بيده سوطا ضرب به الاسد على وجهه فأوقعه ودار الجيش عليه فقتل الأسد ثم خرج أسد آخر توجه له بن عمار
فهرب الأسد من الأسد
لهذا قال المتنبي هذه الدرر يصف فيها الأسد ويصف فيها فعل هازم الأسد بن عمار :
حدقُ الحسانِ من الغواني هِجْنَ لي=يومَ الفراق صـبـابةً وغـلـيلا
حدقٌ يُذمُّ من القواتِـلِ غـيرَهـا=بدرُ بنُ عمّارِ بن إسـمـاعـيلا
الفارجُ الكُربِ العِظامَ بمثـلـهـا=والتّاركُ الملكَ الـعـزيزَ ذلـيلا
أعْدى الزَّمان سخاؤُه فسخـا بِـهِ =ولقد يكونُ بِهِ الزَّمـانُ بـخـيلا
وكأنَّ بَرْقاً في متـونِ غـمـامةٍ= هنديّهُ في كـفّـهِ مـسـلـولا
أمُعفِّر اللّيثِ الهِزَبْرِ بـسَـوطِـهِ=لمن ادَّخرْتَ الصّارمَ المصقـولا
وردٌ إذا وردَ البُـحـيرة شـاربـاً=وردَ الفـراتَ زئيرُه والـنـيلا
مُتخضّبٌ بدمِ الـفـوارسِ لابـسٌ=في غيْلِهِ من لِـبْـدَتـيْه غـيلا
ما قوبلَـتْ عـينـاهُ إلاَّ ظُـنَّـتـا=تحتَ الدُّجَى نارَ الفريقِ حُلـولا
في وحـدةِ الـرُّهْـبـانِ إلاَّ أنَّـهُ=لا يعرفُ التَّحريمَ والتَّـحـلـيلا
يطأ البرى مُترفّقـاً مـن تـيهِـهِ=فكـأنَّـهُ آسٍ يجـسُّ عـلـيلا
ويرُدُّ عُفـرتـهُ إلـى يافـوخِـهِ=حتَّى تصير لـرأسِـهِ إكـلـيلا
وتظنُّه ممّا يُزَمـجـرُ نـفـسُـهُ=عنها لشدَّةِ غيظِـهِ مـشـغـولا
قصرتْ مهابتُهُ الخُطى فكأنّـمـا=ركبَ الكميُّ جوادهُ مَشْـكـولا
ألقى فريستَهُ وبـربـر دونـهـا=وقربْتَ قُرْباً خالَـهُ تَـطْـفـيلا
فتشابه الخلـقـانِ فـي إقـدامـه=وتخالفا في بَذْلـكَ الـمـأكـولا
أسدٌ يرى عُضْوَيه فيكَ كلـيهـمـا=متناً أزلَّ وساعـداً مـفـتـولا
ما زالَ يجمعُ نفسَـهُ فـي زورهِ=حتَّى حسبْتَ العرضَ منهُ الطُّولا
ويدقُّ بالصَّدرِ الحِـجـارَ كـأنّـهُ=يبغي إلى ما في الحضيض سبيلا
وكأنَّـهُ غـرَّتْـهُ عـينٌ فـادّنـى=لا يُبصر الخطبَ الجليلَ جلـيلا
أنَفُ الكريمِ مـن الـدَّنـيَّةِ تـاركٌ=في عينِهِ العدد الكثـير قـلـيلا
سبق التقاءكَـهُ بـوثـبةِ هـاجـمٍ=لو لمْ تُصادمْهُ لـجـازكَ مـيلا
خذلتْهُ قوَّتُـه وقـد كـافـحـتَـهُ=فاستنْصَر التّسليمَ والـتَّـجـديلا
قبضَتْ منـيتُـهُ يديْهِ وعُـنـقـهُ=فكأنَّما صادفـتَـهُ مـغـلـولا
سمعَ ابن عمّتـه بِـهِ وبـحـالِـهِ= فنجا يُهرولُ منكَ أمسِ مُـهَـولا
وأمرُّ ممّـا فـرَّ مـنـهُ فـرارهُ=وكقتْـلِـهِ ألاّ يمـوتَ قـتـيلا
تلفُ الَّذي اتّخذ الـجـراءةَ خُـلّةً=وعظَ الَّذي اتّخذَ الفِرارَ خـلـيلا
فلقد عُرفتَ وما عرفتَ حقيقةً=ولقد جُهلتَ وما جهلتَ خُمولا
نطقَتْ بِسُؤددِكَ الحمامُ تغـنّـياً=وبما تُجَشِّمها الجيادُ صهـيلا