تحديث الصفحة قصة النّعـــــــام


يقول جدي عبدالله

في أحد الأيام المصادف ليوم الجمعة ذهب جدي حمد إلى المسجد لصلاة الجمعة ، وكان المسجد بشمالي الشماسية ، وفي طريق رجوعه إلى البيت رفع بصره ناحية جبل الشماسية شرقا  فأبصر ستا من النعام يمشين فوق الجبل متجهات نحو الجنوب وكانوا لا يعرفون النعام إلا بالوصف أي لم يشاهدوها من قبل ومن البعد يظنونها إبلا ، وفي الأخير تأكدوا أنها طيور النعام ، فتبعوها علهم يصطادونها ، وكل من علم بها أسرع إلىبيته وأخذ بندقيته وذهب إلى مكان رؤيتهم لها ،والنعام حينما رأت حركت الرجال من بعيد انحرفت نحو الجبل استعدادا للهروب ، ولكنها فضلت أن ترتاح قليلا في ظل إحدى الصخور الكبيرة ، واتفق جدي مع أحد أصدقائه ويقال له : "مصيبيح " في متابعة النعام والمشاركة فيما يصطادانه منها ، وحينما رأوها اتفقا على أن يطلق كل واحد منهما على واحدة من النعام بوقت واحد خوفا من هروب الأخريات حين الإطلاق على واحدة ، ولما أطلقا سويا  سقطت واحدة مع انهما اتفقا أن يطلقا على اثنتين ، ويبدو أنهما أطلقا على واحدة يظن كل واحد منهما أن صاحبه سيطلق على الأخرى ، وكان مدخل الرصاصة في النعامة واحد مع أن المطلق عليها رصاصتان مما يدل على أن الإثنين مجيدان للرماية جيدا ، فتشاكسا حول من أصابها أولا  ، وفي الأخير تنازل جدي عنها لمصيبيح ، فتبع جدي باقي النعام ، وأدرك واحدة فرماها بحصاة أصابت رجل النعامة فكسرتها ، وأطلق على أخرى ببندقيته فأصابها إلا أنها لم تسقط ، ونظرا إلى أن النعام من الطيور الضخمة ونادر  فقد اهتم له أبي وجدي ، وأخذا حمارا وملآ القربة ماء نظرا إلى أن الوقت حار ، وسارا خلف النعام ليبحثا عنها حتى وصلا "المستوي "ولم يجداها  ، فرجعا إلى النعامة المكسورة رجلها وذبحاها وحملاها على الحمار حتى وصلا الى أهلهما في الشماسية فطبخوها وأطعموا منها الجيران ، وفي الغد وصل ركب من الزلفي لأنهم في العادة حينما يريدون الذهاب ألى بريدة للتسوق  تكون الشماسية بطريقهم فيتوقفون بها ، وإذابهم يحملون نعامة وجدوها قد أصيبت بطلق ناري ، قال لهم جدي لما رأى مكان الإصابة هذه هي التي أصبتها ولكنها حلال لكم ، فأعطوه من لحمها وأخذوا الباقي ، قالوا : هل تسمح لنا ببيع ريشها ببريدة ، قال : هي لكم لحمها وريشها . والله المستعان ...
صاغها باللغة العربية الأستاذ / سالم بن عبد الله السالم