تحديث الصفحة الجمل الهائج


يقول جدي عبد الله

خرجت في أحد السنين من الأحساء ومعي إبل أرعاها  ، وذلك في فصل الشتاء ، ويتتبع الرعاة عادة الأماكن المربعة  المنبتة للأعشاب والمورقة فيها الأشجار  ، وكانت الإبل التي بعهدتي لا بن فهيد من الزلفي ، وذهبت ناحية حدود الربع الخالي في "ديار المرة " وليس معي جليس ولا أنيس بأرض موحشة شجرها شجر الغضاء ، ولمحت إبلا وحولها بيت شعر  متوحد في البرية ، فقلت لنفسي لماذا لاأزورهم وأتعرف عليهم وأستأنس بهم ، وذهبت ناحية الإبل فإذاهي مضطربة تدور حول نفسها ، ومن بينها جمل زبده يغطي رأسه من الهيجان ، فخفت منه وابتعدت ، ونظرت إلى بيت الشعر فإذا هو ساقط على الأرض ، وقربت منه فناديت بأعلى صوتي علّ أحدا يجاوبني فلم أسمع أحدا ، ولكني لمحت أرجلا قد ظهرت من تحت البيت ، فإذا هي لامرأة قد ماتت وإذا بجوارها طفل صغير قد مات  ويبدو أنها أمه فاقشعر  شعر رأسي ونظرت إلى الجمل الهائج فإذاهو واقف مترصد لكل حي في هذا البيت وتيقنت أنه هوالذي دك البيت على من فيه وداسه بأخفافه وزوره ، وبدأيتحفز لي وينظر إلي بعيون كا لدم حمرة يريد الهجوم ، فأخذت حذري وحيطتي بتجهيز بندقتي للدفاع عن نفسي فيما لو اتجه نحوي ، ومن عادة الجمل إذا هاج يشمر بذيله ويخرج الزبد من فمه ويهدر بصوت مفزع ومخيف ويضرب بيده الأرض وتحمر عيناه ويرفع رأسه ، وهذا ما رأيته في هذا الجمل ، وفي هذه الحالة يجب عدم الإقتراب منه ، وأبصرت من بعيد بعضا من بيوت الشعر ، فذهبت إليهم ، وقصصت عليهم ما شاهدته ، ففزعوا وتأهبوا للذهاب إلى حيث البيت المنكوب وأهله وكانوا يعرفون صاحبه ، وتركتهم وذهبت إلى إبلي . والله المستعان ..
صاغها باللغة العربية الأستاذ / سالم بن عبد الله السالم