تحديث الصفحة النغيمشي والضبعة


يقول جدي عبد الله

في إحدى السنوات كانت لي رغبة في السفر إلى الأحساء ? وهناك تاجر إبل يقال له النغيمشي يريد أن يوصل إبله إلى الأحساء لتحميلها بالبضائع وليس معه إلا ولد صغير وعم له ? قال لي : خير لك أن تذهب معهم ? فذهبنا من الشماسية ولما وصلنا نفود" أم سمنة " فإذا بأثر ضبع يتجه نحو جبل قريب من هذا المكان ? ومن عادة الضباع أنها تختفي في النهار بجحورها وتختار الأماكن الوعرة لتحمي نفسها من السباع ? فقلت لرفاقي استمروا في المسير حتى تصلوا ذلك النفود لأننا سنتعشى هناك ونبيت ? واطبخوا مع عشائنا ما صدته سابقا وهو أرنبان ? ولعلي أجد هذه الضبعة في جحر كنت قد رأيت أثرها حوله ? وسأبيتها حتى تخرج فأصيدها ? وإن سمعتم صوت البندقية فأتوا ناحية الصوت لتساعدوني على حملها ? وكانت معي بندقية من نوع " شوزن " ذات بطنين ? وقرب وقت صلاة العشاء والمكان مظلم سمعت صوت خروجها فأطلقت النار حول الصوت فسمعت سقوطها وتدحرجها إلى أسفل الجبل ? إلا أن الظلام دامس والبحث عنها وهي جريح ربما فيه مخاطرة ? وسمعت صوت حركتها فأطلقت البطن الثاني من البندقية ناحية الصوت إلا أنني لا أميز ما إذا كنت قد أصبتها أم لا ? فاحترت كيف أتركها للذئاب تأكلها وأنا الذي صدتها ورأيت أن لامناص من انتظار النهار ? فذهبت إلى رفاقي وذكرت لهم القصة ? فقال أحدهم ويدعى أبو سليمان سأذهب معك ? فذهبنا سويا إلى مكان إصابتي لها ? فقصصنا أثرها بما تتركه من دم ينزف منها ? حتى دخلت جحرا ضيقا فقلت لأبي سليمان هيا لنتركها قال : والله لن نتركها وذلك بعد ما تأكدنا أنها في الجحر وقد ماتت ? فرجوت صاحبي أن لايخاطر بالدخول في الجحر لجذبها مع أحد رجليها ? إلا أنه لم يصغ إلي ? فأدخل رأسه في الجحر ليمسك بأحد رجليها وكان مدخل الجحر بين صخرتين كبيرتين صلبتين فأمسك بأحد رجليها وأراد الخروج إلا أنه مااستطاع ? ويبدو أن رأسه ورقبته قد تورمتا وحشرتا بين الصخرتين فبدأيصيح ويتذكر أولاده ? ويقول : كيف سأموت أنا والضبعة في هذا الجحر ? فا حترت في أمره كيف أخرجه ? لأن في إخراجه خطورة عليه حيث قد انحشر رأسه بين صخرتين لاقبل لي بهما فقلت له : أتدري ? ضع رأسك على وضعية دخولك في الجحر وسأقوم بجذبك بقوة ? فوضعت قدمي على الصخرة لتساعدني على الإندفاع وأنا ممسك برجليه ? فأخرجته من الجحر ? لكنني تورطت في كثرة جروحه التي خلفتها قوة الجذب ? إذ أن أذنيه قد شقتا وجزء من جلد رأسه من الجانبين قد انسلخ والدماء تنزف منه ? فقيل لنا إن بول الإبل يوقف النزيف ويطهر الجرح ? فعمدنا إلى أحدها وتلقفنا بولها وقمنا بغسل الجروح ولف رأسه بشماغ قد بل ببول الإبل وربطناه حتىالتأمت جروحه والحمد لله . والله المستعان

صاغها باللغة العربية الأستاذ / سالم بن عبد الله السالم