تحديث الصفحة الخوف من الذئاب


يقول جدي عبد الله

في إحدى السنوات التي كان عمري فيها عشر سنوات خرجت مع أبي للبرية ومعنا بعيران إلى مكان فيه غدير ماء يقال له : " أبو غريسة " وفي اليوم يصطاد أبي مايكفينا للإدام من لحم الأرانب ومرقها اثنتين أو ثلاث ? ونرعى البعيرين في منابت الشجر حول الغدير ? ونعد عشاءنا واستراحتنا حوله ? وكنا نقطع شوك القتاد ونعرضه لبض اللهب من نار نوقدها لهذا الغرض لتأكل النار الشوك ثم نقوم بتشريح الأعواد لتأكلها الإبل بعد ذلك ?وكنا في وقت ننتظر فيه نزول الأمطار ? وفي إحدى الليالي كنا نستعد للمبيت حول الغدير ? فإذا بنا نلمح برقا لسحاب قد أقبل علينا من جهة الغروب ? جهة الشماسية ? فقال أبي : إني أخاف أن ينزل المطر على الشماسية وتجري أوديتها المتوزعة على المزارع وليس هناك من يتابع وصول الماء إلى المزرعة ويوزعه على نخلها سواي لأن أبي الذي" هو جدي حمد" رجل كبير ? ويتعبه مثل هذه الأعمال ? فلعلك تبقى هنا وأدخل إلى الشماسية لاستقبال مياه الأمطار ودخولها المزرعة ? ولصغر سني كنت خائفا ? وخاصة أن المنطقة مليئة بالذئاب ? فحفر لي حفرة بحيث تكون مخدعا دافئا لي ? وقال لي : نم هنا وضع العدل فوقك " والعدل " بكسر العين وتسكين الدال كيس من الصوف غليظ أشبه بالخيش إلا أنه أغلظ ولونه أسود ? ذهب أبي إلى الشماسية وبقيت في البرية ? وحينما خلدت إلىالراحة في الحفرة تحت العدل وإذابي أسمع هرولة الذئاب حولي وصوت اجترارهن لعظام الأرانب التي رميناها بعد أكل ماعليها من لحم ? وكنت أراقبها من تحت طرف العدل الذي فوقي وأرتجف تحته ? ويبدو أن الذئاب اكتفت بالتهام بقايا الأرانب فهرولت مدبرة ? ومن ثم نمت حتى طلعت الشمس ? فقمت وفككت عقل الإبل وأطلقتها ترعى ? وبعد برهة أقبل والدي ? يرحمه الله ? فذكرت له ذلك ? فحمد الله على أني لم أمس بسوء . والله المستعان .....

صاغها باللغة العربية الأستاذ / سالم بن عبد الله السالم