تحديث الصفحة درس في الرماية


يقول جدي عبد الله
في سنة من السنين أيام كنا في سن الشباب ، كنت وأخي علي الذي يصغرني بقليل نقوم باستخدام بندقية أبي سالم يرحمه الله نصطاد فيها بعض الطيور المهاجرة الواصلة ألى مزرعتنا بالشماسية التي عادة ماتكون قدوصلت ألينا من مكان بعيد تعبة وتريد الظل والماء في شهر يكون الحر على أشده وهو شهر "أغسطس" من كل عام ، ومن ضمن هذه الطيور نوع يقال له " الخاضور " وهومن الطيور الحذرة لا يقع في العادة إلا في الأماكن المرتفعة من النخل والأشجار الخلة كا لأثل أو الأعواد المعروضة العارية من الأوراق ، وقد خاف أبي على بندقيته من أن تتعطل بسبب استخدامنا لها ، حيث كنا حديثي العهد باستخدام البنادق ، فقال أبي سالم لأخي محمد يرحمه الله ، وكان يكبرنا بسنوات ، ويعتمد عليه أبي في كثير من الأمور  كا لبيع والشراء والسفر وكان يريد السفر إلى عنيزة التي تبعد عن الشماسية بحوالي ثلاثين " كيلو مترا " قال له : إشتر لهما بندقية ليتدربا عليها الرمي والصيد ويتركا بندقيتي ، فاشتراها لنا بمبلغ قد لايزيد على ثلاثة ريالات ، فأخذناها وجهزناها بالذخيرة حيث كانت تعبأيدويا بالآتي:   1ـ ملح البارود القابل للإشتعال بما مقداره ملعقة كبيرة من الملح الذي في العادة يكون لونه أسود ، وهو يصنع كيميائيا  محليا ، تحقن هذه الكمية في البندقية  .ـ 2ـ تتبع بقطعة من القماش وتدق بسيخ من الحديد مدبب الرأس ويسمى" المدك" بحيث ينضغط الملح في قعر البندقية ويشكل مع القماش المضغوط عليه كتلة متماسكة عند انفجارها تدفع مافوقها بقوة هائلة ، ـ3ـ يتبع ذلك بما مقداره ملعقة كبيرة من الرصاص الصغير المدحرج قد يصل عدده إلى المئة رصاصة على قدر حبات الخردل حينما يكون كثيرا وقدر حبات الذرة حينما يكون قليلا ـ 4 ـ ويحشر الرصاص بقطعة أخرى من القماش ليكون عند انطلاقته في بطن البندقية وحدة متماسكة ، تصل إلى مسافة خمسين مترا وبمساحة قدتصل إلى ثلاثة أمتار بحيث لو كان هناك طيور متعددة متقاربة لأصابت البندقية الكثير منها ـ 5 ـ تهيأ البندقية للإنفجار بواسطة "قمع" معبأ بالكبريت القابل للإشتعال عند الضرب عليه ، يوضع على مدخل متصل بالملح المعد للإنفجار  بارز عن بطن البندقية يسمى " عين البندقية " ويكون القمع على  العين أشبه بالكوفية على الرأس" ـ 6 ـ  في العادة كل بندقية من نوع "مقمع "تكون مجهزة بزناد يكون دوره ضرب القمع آليا وتفجيره بحيث يسري تفجيره على الملح في البندقية فيفجره وتنطلق الذخيرة حاملة الرصاص ودافعة له بقوة خارج فوهة البندقية لتصل إلى الهدف ، والبندقية من نوع "مقمع " قد يصل طولها إلى المترين ، وحملها ثقيل على الصغار من الرماة . فبدأت أنا وأخي علي نستخدمها ، إلا أننا مع الأسف لم نستطع الصيد بها  وظننا أنها هي السبب في عدم إصابتناللهدف ، فأتى إلينا والدي وقال : لماذا تركتم الصيد ، قلناله : البندقية ليست جيدة ، وهي التي لاتصيب الهدف ، فأخذهامناوهي مجهزة وقال سأجربها ، فأقبل أحد الخواضير يريد الوقوع على أحد عسبان النخل فعاجله أبي قبل أن يقع على العسيب بإسقاطه على الأرض ميتا ، وجهز البندقية مرة أخرى وفعل بخاضور آخر  مثل الأول ، فالتفت إلينا وقد خجلنا من اتهامنا للبندقية بأنها هي السبب ، وقال إن بندقيتكم جيدة فحافظوا عليها واصطادوا بها ، فأخذناها       نقلبهاونقبلهاونقول"الآيةهي الآ ية ولكن القاريء غير القاريء " والله المستعان ...          
صاغها باللغة العربية الأستاذ / سالم بن عبد الله السالم